زياد الدباس
عام 2008 الأقسى بين السنوات العجاف في سوق عمان المالي?!
حاليا 1.00 من 512345 تقييم : 1.0 من 5 (1 صوت)
31/12/2008
الأسواق المالية بطبيعتها من أكثر الأسواق حساسية تجاه الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي يتميز الاستثمار في الأسواق المالية بارتفاع مستوى المخاطر والذي يوازيه بالطبع ارتفاع في مستوى العائد وبالتالي يفترض بالمستثمر في الأسواق المالية أن يكون مستعدا لتحمل أنواع المخاطر كافة وبالمقابل أشرنا في أكثر من مقال إلى أن الاستثمار في أسواق المال بطبيعته طويل الأجل ومكاسب الاستثمار في الأسواق المالية عادة ما تتحقق خلال فترة زمنية طويلة من خلال التوزيعات السنوية التي تدفعها الشركات لمساهميها سواء كانت توزيعات نقدية أو أسهما مجانية اضافة إلى المكاسب الرأسمالية الناتجة عن ارتفاع سعر الأسهم في الأسواق, وخسائر الاستثمار في الأسواق المالية خلال أي فترة تعتبر دفترية طالما استمر الاحتفاظ بالأسهم في ظل توقعات عودة أخرى لارتفاع الأسعار عندما تتحسن أحوال السوق أو أحوال الشركات وتعتبر خسائر فعلية إذا تم البيع بسعر أقل من سعر الشراء والانخفاض الكبير في أسعار أسهم الشركات المدرجة لأسباب مؤقتة سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية عادة ما يخلق فرصا استثمارية مهمة للمستثمرين على الأجل الطويل بشرط التأكد من قوة الشركات وملاءتها المالية وكفاءة إدارتها وتوقعات نمو أرباحها باعتبار أن البيع خلال الأزمات عادة ما يعكس عوامل الخوف والتردد وانخفاض مستوى الثقة من دون الأخذ في الاعتبار الأساسيات الاقتصادية والاستثمارية حيث تعرض سوق عمان المالي تعرض لخسائر جسيمة خلال الثلث الأخير من هذا العام نتيجة تأثره بالأزمة المالية العالمية والتي أدت إلى خسائر جسيمة لجميع الأسواق المالية العالمية وبنسب متفاوتة, وتأثر سوق عمان المالي بالأزمة بدأ منذ بداية شهر تموز أي منذ النصف الثاني من هذا العام متأثرا بتراجع مؤشرات أسواق المال الخليجية وحيث خسر مؤشر السوق ما نسبته 3% خلال شهر تموز وما نسبته 5.6% خلال شهر آب وما نسبته 6.8% خلال شهر أيلول
والخسائر الفادحة للسوق تركزت خلال شهر تشرين الأول وحيث خسر مؤشر السوق ما نسبته 22.1% من قيمته وخسرت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في السوق حوالي سبعة مليارات دينار خلال الشهر بعد انخفاضها من (35) مليار دينار في نهاية شهر أيلول إلى (28) مليار دينار في نهاية شهر تشرين الأول وخسائر السوق خلال الشهر تجاوزت خسائره خلال عام 2006 بأكمله والتي بلغت قيمتها حوالي 5.6 مليار دينار وخسائر مؤشر سوق عمان المالي خلال عام (2008) بلغت نسبتها حوالي 25%
بينما في المقابل بلغت نسبة ارتفاع مؤشر السوق خلال عام 2007 حوالي 22% وتراجع مؤشر السوق بنسبة 29.3% خلال عام 2006 وارتفع مؤشر السوق بنسبة 56.1%خلال عام 2005 وارتفع المؤشر بنسبة 45.9% خلال عام 2004 بينما ارتفع المؤشر بنسبة 61.5% خلال عام 2003 وبالتالي نلاحظ تراجع مؤشر السوق خلال عامين وارتفاعه خلال أربعة أعوام وهذه حال الأسواق المالية ارتفاع وانخفاض والمحصلة مكاسب واضحة للمستثمرين على الأجل الطويل
وضخامة خسائر السوق خلال هذا العام وبالتالي اعتباره من أكثر الأعوام دموية تعود إلى عاملين الأول الانخفاض الكبير في القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة بعد ارتفاعها في نهاية شهر حزيران إلى حوالي 40.4 مليار دينار انخفضت إلى حوالي 24.3 مليار دينار في نهاية العام بانخفاض قيمته حوالي (16) مليار دينار خلال النصف الثاني من هذا العام يوم أمس بينما بلغت خسائر القيمة السوقية خلال العام الحالي مقارنة بقيمتها في بداية العام حوالي خمسة مليارات دينار
والعامل الثاني اتساع قاعدة المستثمرين في السوق والذي تجاوز حاجز النصف مليون مستثمر وبالتالي اتساع قاعدة الخاسرين في السوق ولا شك أن هناك تفاوتا واضحا في خسائر المستثمرين في السوق في ظل التراجع الكبير في أسعار أسهم بعض الشركات المدرجة بالإضافة إلى توقيت الشراء والاستثمار فالبعض دخل السوق في أوج ارتفاعه والبعض اتخذ قرار الاستثمار قبل فترة قصيرة أي بعد انخفاض الأسعار
وخسائر مؤشر سوق عمان المالي تعتبر الأقل مقارنة بخسائر أسواق المال الخليجية والعربية فقد بلغت خسائر مؤشر سوق دبي المالي حوالي 72% وهي الأعلى بين أسواق المنطقة تليها خسائر سوق الأسهم السعودي حيث بلغت خسائر مؤشر السوق حوالي 55% من قيمته وخسائر مؤشر سوق أبوظبي حوالي 50% من قيمته وسوق مسقط حوالي 43% من قيمته وخسائر مؤشر سوق الكويت 34% وسوق الدوحة 30% وسوق مصر 58%
والملاحظ أن خسائر المؤشر العام لسوق عمان المالي تركزت خلال النصف الثاني من هذا العام وبلغت 42% وعلى مستوى القطاعات بلغت خسائر مؤشر قطاع الصناعة حوالي 52% وخسائر مؤشر قطاع الخدمات حوالي 40% بينما بلغت خسائر مؤشر القطاع المالي 34.3% ولا شك أن هذه الخسائر الجسيمة التي تكبدها السوق خلال هذه الفترة أدت إلى تبخر جميع المكاسب التي تحققت خلال النصف الأول من العام وأدت الى تعرض السوق الى خسائر عالية أما ما توقعاتنا لأداء السوق خلال عام 2009 فسوف نتطرق إليه في مقالات مقبلة.
عام 2008 الأقسى بين السنوات العجاف في سوق عمان المالي?!
حاليا 1.00 من 512345 تقييم : 1.0 من 5 (1 صوت)
31/12/2008
الأسواق المالية بطبيعتها من أكثر الأسواق حساسية تجاه الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي يتميز الاستثمار في الأسواق المالية بارتفاع مستوى المخاطر والذي يوازيه بالطبع ارتفاع في مستوى العائد وبالتالي يفترض بالمستثمر في الأسواق المالية أن يكون مستعدا لتحمل أنواع المخاطر كافة وبالمقابل أشرنا في أكثر من مقال إلى أن الاستثمار في أسواق المال بطبيعته طويل الأجل ومكاسب الاستثمار في الأسواق المالية عادة ما تتحقق خلال فترة زمنية طويلة من خلال التوزيعات السنوية التي تدفعها الشركات لمساهميها سواء كانت توزيعات نقدية أو أسهما مجانية اضافة إلى المكاسب الرأسمالية الناتجة عن ارتفاع سعر الأسهم في الأسواق, وخسائر الاستثمار في الأسواق المالية خلال أي فترة تعتبر دفترية طالما استمر الاحتفاظ بالأسهم في ظل توقعات عودة أخرى لارتفاع الأسعار عندما تتحسن أحوال السوق أو أحوال الشركات وتعتبر خسائر فعلية إذا تم البيع بسعر أقل من سعر الشراء والانخفاض الكبير في أسعار أسهم الشركات المدرجة لأسباب مؤقتة سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية عادة ما يخلق فرصا استثمارية مهمة للمستثمرين على الأجل الطويل بشرط التأكد من قوة الشركات وملاءتها المالية وكفاءة إدارتها وتوقعات نمو أرباحها باعتبار أن البيع خلال الأزمات عادة ما يعكس عوامل الخوف والتردد وانخفاض مستوى الثقة من دون الأخذ في الاعتبار الأساسيات الاقتصادية والاستثمارية حيث تعرض سوق عمان المالي تعرض لخسائر جسيمة خلال الثلث الأخير من هذا العام نتيجة تأثره بالأزمة المالية العالمية والتي أدت إلى خسائر جسيمة لجميع الأسواق المالية العالمية وبنسب متفاوتة, وتأثر سوق عمان المالي بالأزمة بدأ منذ بداية شهر تموز أي منذ النصف الثاني من هذا العام متأثرا بتراجع مؤشرات أسواق المال الخليجية وحيث خسر مؤشر السوق ما نسبته 3% خلال شهر تموز وما نسبته 5.6% خلال شهر آب وما نسبته 6.8% خلال شهر أيلول
والخسائر الفادحة للسوق تركزت خلال شهر تشرين الأول وحيث خسر مؤشر السوق ما نسبته 22.1% من قيمته وخسرت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في السوق حوالي سبعة مليارات دينار خلال الشهر بعد انخفاضها من (35) مليار دينار في نهاية شهر أيلول إلى (28) مليار دينار في نهاية شهر تشرين الأول وخسائر السوق خلال الشهر تجاوزت خسائره خلال عام 2006 بأكمله والتي بلغت قيمتها حوالي 5.6 مليار دينار وخسائر مؤشر سوق عمان المالي خلال عام (2008) بلغت نسبتها حوالي 25%
بينما في المقابل بلغت نسبة ارتفاع مؤشر السوق خلال عام 2007 حوالي 22% وتراجع مؤشر السوق بنسبة 29.3% خلال عام 2006 وارتفع مؤشر السوق بنسبة 56.1%خلال عام 2005 وارتفع المؤشر بنسبة 45.9% خلال عام 2004 بينما ارتفع المؤشر بنسبة 61.5% خلال عام 2003 وبالتالي نلاحظ تراجع مؤشر السوق خلال عامين وارتفاعه خلال أربعة أعوام وهذه حال الأسواق المالية ارتفاع وانخفاض والمحصلة مكاسب واضحة للمستثمرين على الأجل الطويل
وضخامة خسائر السوق خلال هذا العام وبالتالي اعتباره من أكثر الأعوام دموية تعود إلى عاملين الأول الانخفاض الكبير في القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة بعد ارتفاعها في نهاية شهر حزيران إلى حوالي 40.4 مليار دينار انخفضت إلى حوالي 24.3 مليار دينار في نهاية العام بانخفاض قيمته حوالي (16) مليار دينار خلال النصف الثاني من هذا العام يوم أمس بينما بلغت خسائر القيمة السوقية خلال العام الحالي مقارنة بقيمتها في بداية العام حوالي خمسة مليارات دينار
والعامل الثاني اتساع قاعدة المستثمرين في السوق والذي تجاوز حاجز النصف مليون مستثمر وبالتالي اتساع قاعدة الخاسرين في السوق ولا شك أن هناك تفاوتا واضحا في خسائر المستثمرين في السوق في ظل التراجع الكبير في أسعار أسهم بعض الشركات المدرجة بالإضافة إلى توقيت الشراء والاستثمار فالبعض دخل السوق في أوج ارتفاعه والبعض اتخذ قرار الاستثمار قبل فترة قصيرة أي بعد انخفاض الأسعار
وخسائر مؤشر سوق عمان المالي تعتبر الأقل مقارنة بخسائر أسواق المال الخليجية والعربية فقد بلغت خسائر مؤشر سوق دبي المالي حوالي 72% وهي الأعلى بين أسواق المنطقة تليها خسائر سوق الأسهم السعودي حيث بلغت خسائر مؤشر السوق حوالي 55% من قيمته وخسائر مؤشر سوق أبوظبي حوالي 50% من قيمته وسوق مسقط حوالي 43% من قيمته وخسائر مؤشر سوق الكويت 34% وسوق الدوحة 30% وسوق مصر 58%
والملاحظ أن خسائر المؤشر العام لسوق عمان المالي تركزت خلال النصف الثاني من هذا العام وبلغت 42% وعلى مستوى القطاعات بلغت خسائر مؤشر قطاع الصناعة حوالي 52% وخسائر مؤشر قطاع الخدمات حوالي 40% بينما بلغت خسائر مؤشر القطاع المالي 34.3% ولا شك أن هذه الخسائر الجسيمة التي تكبدها السوق خلال هذه الفترة أدت إلى تبخر جميع المكاسب التي تحققت خلال النصف الأول من العام وأدت الى تعرض السوق الى خسائر عالية أما ما توقعاتنا لأداء السوق خلال عام 2009 فسوف نتطرق إليه في مقالات مقبلة.