فـي وداع (روزنامة)
أحمد حسن الزعبي
مساء الأربعاء الماضي 31-12-2008 ...
شجرة الخوخ تمدّ شرايينها الجرداء فوق نافذتي كعروق يد عجوز، ورذاذ المطر الناعم يكتب اسمه على أرضية الدار بهدوء وتمهّل مثل تلميذ مبتدىء، و صوت الريح الخائفة التي تسللت اليّ بخفّة المطاردين.. حرّكت ورقة ''الروزنامة'' الأخيرة..التي ذكرتني بانقضاء العام..
وقفت أمام ''التقويم'' طويلاً: ترى ماذا تركت لي منّي..ايها العام الثقيل..؟!! ***.
في 2008، سنة تضاف إلى خبرتنا العربية في الصمت والذلّ والخنوع والعجز المعشعش في الروح...
في 2008، انقسمت الدول إلى فصائل والفصائل إلى مرجعيات والمرجعيات إلى مصالح ..فكادت أن تضيع نصف عروبتنا..
في2008، ارتفع النفط إلى أرقام قياسية، ونزل سعر الدم العربي إلى أرقام قياسية أيضاً.
في 2008، رحل محمود درويش ''ملح فلسطين'' ..ورحل محمد طملية ''زعيم الأوغاد'' و''ملك الرصيف''.
في 2008، نجح أوباما ورحل بوش، فتبدّل السجّان ولم يتبدّل السجن..
في 2008،..أهدي أطفال فلسطين والعراق.. موتاً مغلفاً بالدم.. فلم يتذوّقوا في العيد سوى ملوحة الدماء.
في2008، كانت هناك غزّة...
***
في منتصف ليلة الأربعاء، عندما تعانق العقربان على الرقم''12''.. في اللحظة الأخيرة، من الساعة الأخيرة، من الليلة الأخيرة، خلعت حذائي على طريقة ''منتظر'' وصحت: خذ قبلة الوداع يا عام البؤس...
hmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
مساء الأربعاء الماضي 31-12-2008 ...
شجرة الخوخ تمدّ شرايينها الجرداء فوق نافذتي كعروق يد عجوز، ورذاذ المطر الناعم يكتب اسمه على أرضية الدار بهدوء وتمهّل مثل تلميذ مبتدىء، و صوت الريح الخائفة التي تسللت اليّ بخفّة المطاردين.. حرّكت ورقة ''الروزنامة'' الأخيرة..التي ذكرتني بانقضاء العام..
وقفت أمام ''التقويم'' طويلاً: ترى ماذا تركت لي منّي..ايها العام الثقيل..؟!! ***.
في 2008، سنة تضاف إلى خبرتنا العربية في الصمت والذلّ والخنوع والعجز المعشعش في الروح...
في 2008، انقسمت الدول إلى فصائل والفصائل إلى مرجعيات والمرجعيات إلى مصالح ..فكادت أن تضيع نصف عروبتنا..
في2008، ارتفع النفط إلى أرقام قياسية، ونزل سعر الدم العربي إلى أرقام قياسية أيضاً.
في 2008، رحل محمود درويش ''ملح فلسطين'' ..ورحل محمد طملية ''زعيم الأوغاد'' و''ملك الرصيف''.
في 2008، نجح أوباما ورحل بوش، فتبدّل السجّان ولم يتبدّل السجن..
في 2008،..أهدي أطفال فلسطين والعراق.. موتاً مغلفاً بالدم.. فلم يتذوّقوا في العيد سوى ملوحة الدماء.
في2008، كانت هناك غزّة...
***
في منتصف ليلة الأربعاء، عندما تعانق العقربان على الرقم''12''.. في اللحظة الأخيرة، من الساعة الأخيرة، من الليلة الأخيرة، خلعت حذائي على طريقة ''منتظر'' وصحت: خذ قبلة الوداع يا عام البؤس...
hmedalzoubi@hotmail.com