محمد كعوش
صباح الخير يا غزة...
28/12/2008
صباح الخير يا غزة ... يا جارة البحر منذ بداية التاريخ وعاشقة الحرية, القابضة على جمر الصمود الاسطوري...
ماذا نقول لك في صباح هذا اليوم الدموي غير العادي, كيف ترتقي الكلمات الى مستوى الجرح?
لست ادري, لأن من يحَبّر الكلمات ليس كمن يسطر ملاحم الصمود .. بالدم.. لذلك اخجل ان انظر في عيني ابنتي الصغيرة هذا الصباح بعدما شاهدت اجساد الاطفال تحولت الى اشلاء... وانا اسمع ذلك المستوطن الاسرائيلي الذي قال انه يشعر بالفرح وانه سيضع الاغاني ويرقص رقصة الدم قرب الحدود الملتهبة والجثث المحترقة في غزة.
اكتفي بالانحناء احتراماً للدم الذي لا يحترق, والارادة التي لا تنكسر, والروح المتوهجة المتمسكة باهداب المقاومة, فلا اجد الكلمات التي تعبرِّ عن حقيقة مشاعرنا, امام هذا المشهد الدموي الذي ادخلنا في حالة من الصدمة والذهول, هل نسميها مجزرة, محرقة, ام انها لا تصل الى الوصف الذي يعطي الدم الفلسطيني في غزة حقه امام »ام المجازر« بل »ام المحارق« التي وقودها الاطفال والنساء والشيوخ ورجال الأمن, في صورة سيكون ما بعدها ابشع وافظع...
لقد اعلنها باراك حربا مفتوحة لتغيير الوضع الأمني والسياسي في غزة والقضاء على المقاومة اي توجيه ضربة شاملة جراء عدوان وحشي او اجتياح كامل للقطاع, بعد تحويله الى ارض محروقة, وهذا يعني ان حكومة عصابة الحرب في اسرائيل تجاهلت الدعوة العربية لوقف العدوان, وادارت ظهرها للمجتمع الدولي الذي ادان هذه الجريمة...
حكومة اولمرت اتخذت من الصواريخ التي تطلقها الفصائل من القطاع ذريعة لعدوانها الوحشي, لكننا نريد التذكير بان السلطة الفلسطينية في عهد »ابو عمار« لم تطلق صواريخها على المدن والمستوطنات اليهودية, لكن اسرائيل دمرت البنية التحتية في الضفة والقطاع وحاصرت عرفات في المقاطعة, ثم اغتالته, كذلك »ابو مازن« لم يشن حرباً على اسرائيل وفاوض حتى »البهدلة« من دون ان تعطيه اسرائيل مكسباً واحداً, كما انها لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه السلام الحقيقي او ما يحفظ ماء وجه القيادة الفلسطينية, ويأتي العدوان الوحشي على قطاع غزة الآن ليسقط آخر ورقة من يد قيادة السلطة, ويسحب البساط كاملاً من تحتها.. وتركها في موقف لا تحسد عليه امام الشعب الفلسطيني والامة العربية.. لذلك يجب وقف المفاوضات مع اسرائيل فوراً...
والآن نستطيع القول بان السكوت العربي الطويل بشأن الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة, والقبول بالحصار الظالم طوال هذه المدة اعطى اسرائيل الضوء الاخضر لشن العدوان الوحشي وارتكاب هذه الجريمة الابشع في هذه المرحلة, مع ضرورة الاشارة ان الصمت العربي كان مقروناً بتواطؤ دولي, ودعم امريكي اطلق الذراع الاسرائيلية العسكرية لارتكاب جرائم الحرب التي نشهدها على ارض غزة.
هذه الجريمة الكبرى, المذبحة, المحرقة, التي ادانها العرب والمسلمون والمجتمع الدولي, لم تحرك الضمير الامريكي, فلم تجد واشنطن سوى دعوة اسرائيل الى تفادي المدنيين في حربها المفتوحة, كما ان الاتحاد الاوروبي طلب وقف الهجمات من الطرفين وهو يساوي بذلك بين القاتل والضحية!!
واذا كانت الدول العربية قد شجبت ودانت الجريمة ودعت لمؤتمر قمة, فهذا لا يكفي ولا يرتقي الى مستوى المسؤولية التاريخية, فيجب اتخاذ موقف عربي موحد جريء وواضح ومباشر يطلب رفع الحصار, ووقف التطبيع مع اسرائيل, وتعليق معاهدات السلام, من اجل عزل اسرائيل في المنطقة, وارغامها على قبول المبادرة العربية كقاعدة لحل سلمي يقود الى الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس...
نحن على يقين بان الخيار العسكري الاسرائيلي بارتكاب مجزرة في غزة وتدمير البنية التحية في القطاع او حتى اجتياح القطاع, لن يحقق لاسرائيل الأمن والاستقرار, فاسرائيل احتلت الضفة والقطاع منذ 40 عاماً جوبهت خلالها بالمقاومة, حتى ان رابين صاحب القبضة الحديدية تمنى ان تغرق غزة في البحر, لكن رابين رحل وبقيت غزة تقاوم رغم الحصار والصمت العربي, والتواطؤ الدولي.. فالقذائف لن ترهبها والطائرات لن يكسر ارادتها او تضعف روح المقاومة لدى شعبها...
اخيراً, يجب ان تعرف اسرائيل ان الدم يجر الدم, ولن تحصل على سلامة مجتمعها, او تحقق امنه, الا بالسلام العادل الشامل, لا بالخيار العسكري او ارتكاب المجازر وجرائم الحرب...0
صباح الخير يا غزة...
28/12/2008
صباح الخير يا غزة ... يا جارة البحر منذ بداية التاريخ وعاشقة الحرية, القابضة على جمر الصمود الاسطوري...
ماذا نقول لك في صباح هذا اليوم الدموي غير العادي, كيف ترتقي الكلمات الى مستوى الجرح?
لست ادري, لأن من يحَبّر الكلمات ليس كمن يسطر ملاحم الصمود .. بالدم.. لذلك اخجل ان انظر في عيني ابنتي الصغيرة هذا الصباح بعدما شاهدت اجساد الاطفال تحولت الى اشلاء... وانا اسمع ذلك المستوطن الاسرائيلي الذي قال انه يشعر بالفرح وانه سيضع الاغاني ويرقص رقصة الدم قرب الحدود الملتهبة والجثث المحترقة في غزة.
اكتفي بالانحناء احتراماً للدم الذي لا يحترق, والارادة التي لا تنكسر, والروح المتوهجة المتمسكة باهداب المقاومة, فلا اجد الكلمات التي تعبرِّ عن حقيقة مشاعرنا, امام هذا المشهد الدموي الذي ادخلنا في حالة من الصدمة والذهول, هل نسميها مجزرة, محرقة, ام انها لا تصل الى الوصف الذي يعطي الدم الفلسطيني في غزة حقه امام »ام المجازر« بل »ام المحارق« التي وقودها الاطفال والنساء والشيوخ ورجال الأمن, في صورة سيكون ما بعدها ابشع وافظع...
لقد اعلنها باراك حربا مفتوحة لتغيير الوضع الأمني والسياسي في غزة والقضاء على المقاومة اي توجيه ضربة شاملة جراء عدوان وحشي او اجتياح كامل للقطاع, بعد تحويله الى ارض محروقة, وهذا يعني ان حكومة عصابة الحرب في اسرائيل تجاهلت الدعوة العربية لوقف العدوان, وادارت ظهرها للمجتمع الدولي الذي ادان هذه الجريمة...
حكومة اولمرت اتخذت من الصواريخ التي تطلقها الفصائل من القطاع ذريعة لعدوانها الوحشي, لكننا نريد التذكير بان السلطة الفلسطينية في عهد »ابو عمار« لم تطلق صواريخها على المدن والمستوطنات اليهودية, لكن اسرائيل دمرت البنية التحتية في الضفة والقطاع وحاصرت عرفات في المقاطعة, ثم اغتالته, كذلك »ابو مازن« لم يشن حرباً على اسرائيل وفاوض حتى »البهدلة« من دون ان تعطيه اسرائيل مكسباً واحداً, كما انها لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه السلام الحقيقي او ما يحفظ ماء وجه القيادة الفلسطينية, ويأتي العدوان الوحشي على قطاع غزة الآن ليسقط آخر ورقة من يد قيادة السلطة, ويسحب البساط كاملاً من تحتها.. وتركها في موقف لا تحسد عليه امام الشعب الفلسطيني والامة العربية.. لذلك يجب وقف المفاوضات مع اسرائيل فوراً...
والآن نستطيع القول بان السكوت العربي الطويل بشأن الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة, والقبول بالحصار الظالم طوال هذه المدة اعطى اسرائيل الضوء الاخضر لشن العدوان الوحشي وارتكاب هذه الجريمة الابشع في هذه المرحلة, مع ضرورة الاشارة ان الصمت العربي كان مقروناً بتواطؤ دولي, ودعم امريكي اطلق الذراع الاسرائيلية العسكرية لارتكاب جرائم الحرب التي نشهدها على ارض غزة.
هذه الجريمة الكبرى, المذبحة, المحرقة, التي ادانها العرب والمسلمون والمجتمع الدولي, لم تحرك الضمير الامريكي, فلم تجد واشنطن سوى دعوة اسرائيل الى تفادي المدنيين في حربها المفتوحة, كما ان الاتحاد الاوروبي طلب وقف الهجمات من الطرفين وهو يساوي بذلك بين القاتل والضحية!!
واذا كانت الدول العربية قد شجبت ودانت الجريمة ودعت لمؤتمر قمة, فهذا لا يكفي ولا يرتقي الى مستوى المسؤولية التاريخية, فيجب اتخاذ موقف عربي موحد جريء وواضح ومباشر يطلب رفع الحصار, ووقف التطبيع مع اسرائيل, وتعليق معاهدات السلام, من اجل عزل اسرائيل في المنطقة, وارغامها على قبول المبادرة العربية كقاعدة لحل سلمي يقود الى الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس...
نحن على يقين بان الخيار العسكري الاسرائيلي بارتكاب مجزرة في غزة وتدمير البنية التحية في القطاع او حتى اجتياح القطاع, لن يحقق لاسرائيل الأمن والاستقرار, فاسرائيل احتلت الضفة والقطاع منذ 40 عاماً جوبهت خلالها بالمقاومة, حتى ان رابين صاحب القبضة الحديدية تمنى ان تغرق غزة في البحر, لكن رابين رحل وبقيت غزة تقاوم رغم الحصار والصمت العربي, والتواطؤ الدولي.. فالقذائف لن ترهبها والطائرات لن يكسر ارادتها او تضعف روح المقاومة لدى شعبها...
اخيراً, يجب ان تعرف اسرائيل ان الدم يجر الدم, ولن تحصل على سلامة مجتمعها, او تحقق امنه, الا بالسلام العادل الشامل, لا بالخيار العسكري او ارتكاب المجازر وجرائم الحرب...0